تنهش الخلافات الطائفية في مجتمعاتنا كل يوم دون ان نحرك ساكنا وكاننا نستمتع برؤية انفسنا ونحن نمزق بعضنا اربا متفوقين بعنجهيتنا على الوحوش الضارية
كل منا يدافع عن ارائه بتطرف دون ان يعي حقا مبادئه فتراه في الصباح معتصما عند باب احدى الوزارات او مرددا لخطبة عصماء تبعث الحماس في النفوس ثم تراه مساء يرتع خمرا في احدى الحانات معللا الامر بانه سبيل لنسيان واقعه المزري
تراه صباحا يردد الشعارات الوطنية ثم مساء يردد الاغاني النّورية
هو هكذا تقيض من ثقافة غير متزنة استطاعوا تصنيعها عبر اجيال واجيال دون كلل او ملل
خرّبوا قلب عقيدتنا واحتفظوا بالقالب ليستعملوه مرة تلو الاخرى عنوانا وسببا رئيسيا لاي حرب او نزاع يفتعلونه
هذه الارواح الشريرة والذمم الفاسدة التي تملأ مجتمعاتنا استطاعت ان تطحن روحنا ثم تعيد تصنيعها وفقا لمعاييرها العالمية متجاهلة اي حق شخصي لنا في تكوين ذاتنا
وهي في جشعها الخفي نحو المال تنهج طرقا مختلفة اهمها اثارة الفتن المختلفة من طائفية وعرقية وتاريخية وسياسية دون ان يكون لنا في نتائجها ناقة او جمل سوى اننا بيادق يستمتعون في تسييرها
فالى متى نبقى اسرى عقولنا المتجمدة نرى اطفالنا بام اعيننا وهم يرتعون من هذا الوهم مالذ لهم وطاب متهيئين بذلك ليصبحوا دمار المستقبل لا بناته
والى متى سنبقى نهتم بسفاسف الامور وظاهرها دون ان نرقى الى معالجة بواطنها
والى متى سنبقى نتعصب لديننا او سياستنا او طائفتنا دون ان نفكر حتى بالتزام مبادئ هذه التيارات المختلفة والتي تنص في جوهرها قاطبة على التسامح مع العالم اجمع
والى متى سنبقى نسمع عن حريق في كنيسة او دمار في مسجد فنجلس مكتوفي اليدين معصوبي العينين
والى متى سنترك اولادنا يستجدون منارة السكون والراحة دون ان ندلهم عليها
منارة الازدهار والحضارة التي نطمح اليها شعوبا وامما مهما اختلفت افكارنا.........